کد مطلب:90655 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:148

کلام له علیه السلام (105)-لطلحة و الزبیر و المناقشة التی دار















لطلحة و الزبیر و المناقشة التی دارت بینه و بینهما بسبب مساواتهما مع سائر المسلمین فی قسمة الفی ء و عتبهما علیه لترك مشورتهما فی الأحكام قالا له: إنّا أتینا عمّالك علی قسمة الفی ء، فأعطوا كل واحد منّا مثل ما أعطوا سائر الناس.

فقال علیه السلام:

وَ مَا تُریدَانِ؟.

فقالا: لیس كذلك كان یعطینا عمر.

فقال علیه السلام:

أَیُّهُمَا أَفْضَلُ عِنْدَكُمَا، أَبُو بَكْرٍ أَوْ عُمَرُ؟.

قالا: أبو بكر أفضل.

فقال علیه السلام:

هذَا قَسْمُ أَبی بَكْرٍ.

وَ إِلاَّ فَدَعُوا أَبَا بَكْرٍ وَ غَیْرَهُ، فَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ یُعْطیكُمَا؟.

فسكتا.

[صفحه 635]

فقال علیه السلام:

أَلَیْسَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ یُقَسِّمُ بِالسَّوِیَّةِ بَیْنَ الْمُسْلِمینَ مِنْ غَیْرِ زِیَادَةٍ؟.

قالا: نعَم.

فقال علیه السلام:

أَفَسُنَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أَوْلی بِالاِتِّبَاعِ عِنْدَكُمَا أَمْ سُنَّةُ عُمَرٍ؟.

قالا: بل سنّة رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله و سلم، و لكن، یا أمیر المؤمنین، لنا سابقة و غناء و قرابة. فإن رأیت أن لا تسوّینا بالناس فافعل.

فقال علیه السلام:

سَابِقَتُكُمَا أَسْبَقُ أَم سَابِقَتی؟.

قالا: سابقتك.

فقال علیه السلام:

فَغَنَاؤُكُمَا أَعْظَمُ أَمْ غَنَائی؟.

قالا: بل أنت یا أمیر المؤمنین أعظم غناءً.

فقال علیه السلام:

فَقَرَابَتُكُمَا إِلی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ أَقْرَبُ أَمْ قَرَابَتی؟.

قالا: قرابتك.

فقال علیه السلام:

فَوَ اللَّهِ مَا أَنَا وَ أَجیری هذَا ( و أومی بیده إلی أجیر كان یعمل بین یدیه ) فی هذَا الْمَالِ إِلاَّ بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ، عَلی مَا عَهِدْتُ وَ عَهِدْتُمَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَوَاتُ اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ، وَ سُنَّتُهُ أَحَقُّ أَنْ تُتَّبَعُ مِنْ أَنْ یُتَّبَعَ مَنْ خَالَفَهَا بَعْدَهُ[1].

ثم قال علیه السلام مخاطباً إیّاهما بعد ما اتهماه بالاستئثار بالحكم و القسم:

لَقَدْ نَقَمْتُمَا یَسیراً، وَ أَرْجَأْتُمَا[2] كَثیراً، فَاسْتَغْفِرَا اللَّهَ یَغْفِرْ لَكُمَا[3].

[صفحه 636]

أَلاَ تُخْبِرَانی، أَیُّ شَیْ ءٍ كَانَ لَكُمَا فیهِ حَقُّ دَفَعْتُكُمَا عَنْهُ؟.

أَمْ أَیُّ قَسْمٍ اسْتَأْثَرْتُ لِنَفْسی[4] عَلَیْكُمَا بِهِ؟.

أَمْ أَیُّ حُكْمٍ أَوْ حَقٍّ رَفَعَهُ إِلَیَّ أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمینَ ضَعُفْتُ عَنْهُ أَوْ جَهِلْتُهُ أَوْ أَخْطَأْتُ بَابَهُ؟.

أَمَّا مَا ذَكَرْتُمَا مِنَ الاِسْتئثَارِ، فَ[5] وَ اللَّهِ مَا كَانَتْ لی فِی الْخِلاَفَةِ رَغْبَةٌ، وَ لاَ فِی الْوِلاَیَةِ إِرْبَةٌ،

وَ لكِنَّكُمْ دَعَوْتُمُونی إِلَیْهَا وَ حَمَلْتُمُونی عَلَیْهَا فَخِفْتُ أَنْ أَرُدَّكُمْ فَتَخْتَلِفَ الأُمَّةُ[6].

فَلَمّا أَفْضَتْ إِلَیَّ نَظَرْتُ إِلی كِتَابِ اللَّهِ وَ مَا وَضَعَ لَنَا وَ أَمَرَنَا بِالْحُكْمِ بِهِ فَاتَّبَعْتُهُ، وَ مَا اسْتَنَّ[7] النَّبِیُّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فَاقْتَدَیْتُهُ، فَلَمْ أَحْتَجْ فی ذَلِكَ إِلی رَأْیِكُمَا وَ لاَ رَأْیِ غَیْرِكُمَا، وَ لاَ وَقَعَ[8] حُكْمٌ جَهِلْتُهُ لَیْسَ فی كِتَابِ اللَّهِ بَیَانُهُ، وَ لاَ فِی السُّنَّةِ بُرْهَانُهُ[9]، فَأَسْتَشیرَكُمَا وَ إِخْوَانِیَ مِنَ الْمُسْلِمینَ. وَ لَوْ كَانَ ذَلِكَ لَمْ أَرْغَبْ عَنْكُمَا وَ لاَ عَنْ غَیْرِكُمَا.

وَ أَمَّا مَا ذَكَرْتُمَا مِنْ أَمْرِ الْقَسْمِ وَ[10] الأُسْوَةِ، فَإِنَّ ذَلِكَ أَمْرٌ لَمْ أَحْكُمْ أَنَا فیهِ بِرَأْیی، وَ لاَ وَلیتُهُ هَویً مِنّی، بَلْ وَجَدْتُ أَنَا وَ أَنْتُمَا مَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ[11] رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ، فَلَمْ أَحْتَجْ إِلَیْكُمَا فیمَا قَدْ فَرَغَ اللَّهُ تَعَالی مِنْ قَسْمِهِ، وَ أَمْضی فیهِ حُكْمَهُ، وَ كِتَابُ اللَّهِ نَاطِقٌ بِهِ، وَ هُوَ الْكِتَابُ الَّذی لاَ یَأْتیهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ لاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنْزیلٌ مِنْ حَكیمٍ حَمیدٍ[12].

فَلَیْسَ لَكُمَا، وَ اللَّهِ، عِنْدی وَ لاَ لِغَیْرِكُمَا فی هذَا عُتْبی.

وَ أَمَّا قَوْلُكُمَا: جَعَلْتَ فَیْئَنَا وَ مَا أَفَاءَتْهُ سُیُوفُنَا وَ رِمَاحُنَا سَوَاءً بَیْنَنَا وَ بَیْنَ غَیْرِنَا، فَقَدیماً سَبَقَ إِلَی الإِسْلاَمِ قَوْمٌ وَ نَصَرُوهُ بِسُیُوفِهِمْ وَرِمَاحِهِمْ، فَلاَ فَضَّلَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ فِی الْقَسْمِ، وَ لاَ آثَرَهُمْ بِالسَّبْقِ.

[صفحه 637]

وَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مُوَفٍّ السَّابِقَ وَ الْمُجَاهِدَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَعْمَالَهُ.

وَ لَیْسَ لَكُمَا، وَ اللَّهِ، عِنْدی وَ لاَ لِغَیْرِكُمَا إِلاَّ ذَلِكَ[13].

أَخَذَ اللَّهُ بِقُلُوبِنَا وَ قُلُوبِكُمْ إِلَی الْحَقِّ، وَ أَلْهَمَنَا وَ إِیَّاكُمُ الصَّبْرَ.

ثم قال علیه السلام:

رَحِمَ اللَّهُ رَجُلاً رَأی حَقّاً فَأَعَانَ عَلَیْهِ، أَوْ رَأی جَوْراً فَرَدَّهُ، وَ كَانَ عَوْناً بِالْحَقِّ عَلی صَاحِبِهِ[14].


صفحه 635، 636، 637.








    1. ورد فی دعائم الإسلام ج 1 ص 384. و شرح الأخبار ج 1 ص 374. و مناقب آل أبی طالب ج 2 ص 128. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 370 و 371 و 389. باختلاف بین المصادر.
    2. أرحلتما. ورد فی نسخة الأسترابادی ص 334.
    3. ورد فی شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید ج 7 ص 41.
    4. ورد فی شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید ج 7 ص 41.
    5. ورد فی المصدر السابق. و البحار للمجلسی ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 370.
    6. ورد فی المصدرین السابقین.
    7. استسنّ. ورد فی نسخة العام 400 ص 289. و نسخة ابن المؤدب ص 205. و نسخة نصیری ص 134. و نسخة الآملی ص 179. و نسخة الأسترابادی ص 334. و نسخة الجیلانی. و نسخة عبده ص 463. و نسخة العطاردی ص 240.
    8. لم یقع. ورد فی نسخة العام 400 ص 289. و نسخة ابن المؤدب ص 205. و نسخة نصیری ص 134. و هامش نسخة الآملی ص 179. و نسخة الأسترابادی ص 335. و نسخة الجیلانی.
    9. ورد فی البحار للمجلسی ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 370.
    10. ورد فی شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید ج 7 ص 41.
    11. ورد فی البحار للمجلسی ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 371.
    12. فصلت، 42. و وردت الفقرة فی المصدر السابق. و شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید ج 7 ص 41.
    13. هذا. ورد فی شرح ابن أبی الحدید ج 7 ص 42. و وردت الفقرة فی المصدر السابق. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 371.
    14. ما خالفه. ورد فی المصدرین السابقین. ص 372.